دعا الكثير من قادة اليمين المتطرف الأوروبي، يتصدرهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، في تجمع انطلق السبت في مدريد، إلى «انعطافة كاملة» لسياسة الاتحاد الأوروبي، مستلهمين نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «لنجعل أوروبا عظيمة من جديد» شعار يذكر بلازمة الرئيس الأمريكي «اجعلوا أمريكا عظيمة من جديد»، رفعه قادة كتلة «وطنيون من أجل أوروبا» في البرلمان الأوروبي عنواناً لتجمعهم في فندق قريب من مطار العاصمة الإسبانية.
واعتبرت زعيمة التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبن في كلمة أنه منذ انتخاب الرئيس الأمريكي «يشهد العالم وأوروبا تسارعاً في التاريخ». وأضافت: «نحن نواجه تحولاً حقيقياً»، و«الاتحاد الأوروبي يبدو في حالة صدمة».
ووافقها الرأي رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بالقول إن «إعصار ترامب غيّر العالم» موضحاً: «لقد انتهى عصر. بالأمس كنا مارقين، واليوم نمثل تيار الأغلبية».
اغتنام الموجة
ويشارك في التجمع نحو ألفي شخص تمت دعوتهم إليه غداة مأدبة عشاء ضمت قادة «وطنيون من أجل أوروبا»، وكيفن روبرتس، رئيس «مؤسسة هيريتدج» الأمريكية المحافظة المتشددة للدراسات.
ويهدف التجمع، بحسب المنظمين، إلى «تحديد الاستراتيجية التي يجب اتباعها» في مواجهة المفوضية الأوروبية المتهمة بتشجيع «الهجرة غير النظامية»، و«التعصب المناخي».
قال ستيفن فورتي، من جامعة برشلونة المستقلة، إن «مواطنون من أجل أوروبا» تريد بصورة أوسع «اغتنام الموجة التي أثارها فوز ترامب والصدمة التي تبعثها تدابيره في الاتحاد الأوروبي» من أجل إعادة تشكيل «التوازنات» داخل الاتحاد.
وأوضح الباحث أن هذا التكتل في البرلمان الأوروبي «لديه قاسم مشترك مع ترامب، هو أنه يريد إضعاف الاتحاد الأوروبي»، في إشارة إلى تهديدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية والرغبة في ضم منطقة غرينلاند الدانماركية، ما من شأنه أن يثير إحراجاً للأحزاب القومية في الاتحاد.
ولفت في المقابل إلى أن مواقف الرئيس الأمريكي يمكن كذلك أن تولد «توترات» بين مختلف مكونات اليمين المتطرف الأوروبي.
وفي حين لم يلق شعار «اجعلوا أوروبا عظيمة من جديد» استحسان محيطها، واعتبره المقربون منها «فظاً»، أكدت لوبن أمام الصحافيين قبل بدء التجمع أن «فرنسا لا يمكنها أن تكون خاضعة للولايات المتحدة».
وشدد الهولندي غيرت فيلدرز على أن «الرئيس ترامب هو بالنسبة لنا أخ في السلاح»، داعياً إلى «استرداد» اليمين المتطرف في أوروبا.
مع ترامب، «نحن المستقبل»، هذا ما أكده أوربان، الذي يعتبر أحد أقرب حلفاء الرئيس الأمريكي في أوروبا. ويوم تنصيب ترامب في العشرين من يناير، أعلن رئيس الحكومة المجرية: «جاء دورنا لاحتلال بروكسل!».
وبعيداً عن النزعة الترامبية، يرى المسؤولون السياسيون المشاركون أن قمة مدريد يجب أن تكون بمثابة «عرض قوة»، على ما أوضح ستيفن فورتي، مشيراً إلى أن مجموعة «وطنيون من أجل أوروبا» تريد أن «تظهر موقعها المحوري في المنافسة» مع الكتل النيابية الأخرى.
وتعد الكتلة 86 نائباً، بينهم ثلاثون ينتمون إلى التجمع الوطني الفرنسي، من أصل 720 نائباً في البرلمان الأوروبي، ما يجعل منها القوة الثالثة في البرلمان الأوروبي منذ الانتخابات الأوروبية في يونيو 2024.
لكنها تجد نفسها في موقع منافسة مع مجموعتين أخريين من اليمين المتطرف في بروكسل وستراسبورغ؛ هما: المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون (80 نائباً)، بقيادة حزب جورجيا ميلوني، ومجموعة أوروبا الدول ذات السيادة (26 نائباً) التي تضم حزب البديل من أجل ألمانيا.