منذ سنوات قليلة ماضية أطلقت مجموعة من الشباب الإماراتيين مبادرات ثقافية جادة وهامة جداً بهدف تمكين الشباب وكافة أفراد المجتمع من القراءة، لتصب في النهاية في مجرى ضخم تبنته الإمارات لتشجيع القراءة على كافة المستويات العمرية والمهنية.
وقد خطت الدولة بقوة في هذا الاتجاه وقدمت مبادرات تكرست بشكل واضح في الواقع المحلي والعربي مثل: مبادرة تحدي القراءة العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عام 2015، وعام القراءة الذي أطلق عام 2016، وشهر القراءة الذي أطلقته وزارة الثقافة وتحتفل به الدولة في شهر مارس من كل عام، إضافة لقانون القراءة الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وكلها مبادرات تخدم القراءة وتجعلها سلوكاً ثابتاً في الحياة اليومية لأفراد المجتمع.
لقد انطلقت مبادرات رائدة وعظيمة الأثر كتأسيس أندية وصالونات الكتاب في الإمارات لتخدم هذا التوجه وتتحد معه لتكون توجهاً عاماً ولتقدم صورة محمودة لمجتمع الإمارات سواء للمقيم في الداخل أو للعالم الخارجي كذلك، وكان من المؤمل أن تلتفت وزارة الثقافة، وهيئاتها المحلية لهذه الأندية وتدعمها، لتستمر، لكن للأسف فإن التواصل كان دون الطموح، لذلك نتمنى من وزارة تمكين المجتمع، وهيئات الثقافة المحلية الالتفات إلى هذه الأندية الجادة ودعم أنشطتها مادياً ومعنوياً.
لقد انطلقت هذه الأندية والصالونات الثقافية بمبادرات فردية خالصة، ولقد نشطت كثيراً في معارض الكتب وفي فترة العزلة التي فرضها وباء كورونا، إلا أن عدم التشجيع والدعم وانشغالات أصحاب هذه الصالونات في ظل حالة من تجاهل مؤسسات الثقافة في الدولة قاد إلى تراجع أعدادها وحضورها ونشاطها العام.
يذكر الكثيرون أنه منذ عدة سنوات ظهرت مبادرة شبابية بهدف قراءة واكتشاف عيون الأدب الروسي العظيم تحت عنوان (صالون الأدب الروسي) التي كانت جزءاً من مبادرة موزاييك، التي هي بدورها مبادرة شبابية مستقلة تأسست لدعم وتمكين الثقافة بكافة ألوانها في المجتمع تحت شعار القارئ أولاً، ونفس هذه المجموعة من الشباب المنتمي للكتاب وللقراءة انتماء عضوياً حقيقياً أطلقوا كذلك مبادرة أخرى تحت عنوان (أصدقاء نوبل) لقراءة واكتشاف كنوز مكتبة نوبل وكتابها العظام وسردياتها العبقرية التي حظيت بأرفع جائزة أدبية في العالم.. فأين تسربت هذه المبادرات الهامة جداً؟