دبي والقمة العالمية للحكومات

تنعقد اليوم في دبي، كما تنعقد بشكل سنوي، اجتماعات القمة العالمية للحكومات وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية، ليحظى الحضور الكثيف للقمة بفرصة الاستماع إلى كبار رؤساء الدول والحكومات ومعرفة تجاربهم وخبراتهم ومرئياتهم في مجال استشراف المستقبل.

والقمة مؤسسة عالمية محايدة غير ربحية، وهذا يعني انفصالها التام عن المواقف والتجاذبات السياسية وحياديتها فيما تطرحه الشخصيات المكلفة بإلقاء كلمات تمثل خطابات استشراف لآفاق مستقبل الحكومات من خلال الاطلاع على آليات إدارة المدن وخفض مستوى التحديات والمخاطر التي تواجه الشعوب، في مواجهة الموارد المتناقصة، والتحديات المتزايدة والآمال الكبيرة من أجل تحقيق مستقبل أفضل.

تسعى القمة وبشكل دؤوب إلى استشراف مستقبل الحكومات، من خلال حوارات ذات مستوى عالٍ بين ضيوف ذوي شأن سياسي واقتصادي وتقني وعلمي، وكذلك من خلال فعالياتها والمشاركات المتنوعة التي تحاول استكشاف أجندة حقبة جديدة من الحوكمة، واستثمار الابتكار والتكنولوجيا لمعالجة التحديات العالمية التي تواجه البشرية.

منذ انطلاقتها، نجحت القمة في ترسيخ نموذج جديد للتعاون الدولي، يهدف إلى تمكين الجيل القادم من حكومات المستقبل وتعزيز قدراته، فإذا تساءلنا لماذا تم اختيار مدينة دبي لتكون مقر هذه المؤسسة العالمية التي ترأسها دبي ممثلة في شخص معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، فإن الجواب هو:

إن دبي تمثل نموذجاً حقيقياً ومبهراً لمدن المستقبل التي لا تتوقف عن التجدد والابتكار والنمو ومكافحة كل الأسباب التي تعرقل الانطلاق للغد. دبي مدينة تتنفس المستقبل بينما لا تقطع صلتها بجذورها وأصولها وثقافتها، وهي تمثل نمطاً حكومياً فريداً من نوعه من حيث إرادة التغيير وتحقيق الشفافية والحوكمة واقتصاديات المعرفة.

إن بدء أعمال القمة العالمية للحكومات في دبي بمشاركة 30 رئيس دولة وحكومة و400 وزير، و6000 مشارك و80 منظمة دولية وإقليمية و30 طاولة مستديرة واجتماعاً وزارياً و200 جلسة و300 متحدث و5 جوائز عالمية و30 تقريراً حول أكثر القضايا الحيوية.. كل هذه الأرقام كفيلة بأن تجعل المطلع يتيقن من مكانة دبي وإمكانياتها ودورها على خريطة الأحداث والعلاقات العالمية.