استشرت شاباً يفترض به أن يكون عالماً أو عارفاً بخفايا البرامج والتطبيقات والنشر على مواقع التواصل، طلبت نصيحته فيما يخص تنشيط صفحتي على الإنستغرام، قال لي، بأن الجماهير اليوم لا تذهب للسوشال ميديا لأجل الثقافة ولا السياحة ولا المعرفة، إنها تذهب للترفيه والضحك والتنمر والثرثرة والأخبار والصور الفضائحية أو التافهة.

لا أحد يريد أن يتابع شيئاً جاداً أو مفيداً أو ذا قيمة، هذان المعياران لم يعودا موجودين في مخيال غالبية الناس.

هذا رأيه هو، ويبدو أنه رأي عدد متعاظم من الناس ترى أن التفاهة أصبحت مطلباً وتوجهاً عاماً للأسف يحكم عالم مواقع التواصل.

الخلاصة أن الشاب نصحني بأن أفعل كما يفعل صناع هذا المحتوى، فلم أجبه، لكنني أغلقت الهاتف معه وأنا متأكدة أنني لن أقدر على تنفيذ وصايا روبرت جرين التي سطرها في كتابه ذائع الصيت (القواعد الـ 48 للقوة)!

والمتعلق بمبادئ التواجد والانتشار واكتساب الاتباع والجماهير على مواقع السوشال ميديا، وخلاصتها (افتعل فضيحة أو أي تصرف خارج عن حدود المعتاد ودع الناس يتحدثون عنك ولا تهتم فالجميع سيأتي وستصبح مشهوراً) هذا إذا لم تكن مشهوراً من الأساس، فأنت لست أنجلينا جولي ولا جورج كلوني ولا كريستيانو رونالدو، أنت إنسان عادي وأقل من عادي لكنك تطمح للشهرة، إذن هذا هو الطريق كما يرسمه لك روبرت جرين وعليك أن تقرر وتختار!

كنت أتأمل مقطعاً لبراد بت وهو يتمايل راقصاً للدعاية لفيلمه الأخير، ملايين الناس تابعت المقطع، مئات المصورين ركضوا خلفه.. تساءلت لماذا؟ لأنه براد بت، أحد أشهر أيقونات هوليوود، هناك آلة دعاية ضخمة صنعته ولا تزال، لأنه دجاجة تبيض لهم ذهباً، مثل كثيرين من نجوم الغناء ورموز السياسة وأيقونات الرياضة والإعلام.

فما الذي يمنح هؤلاء هذه السطوة والجماهيرية التي تجعل الجميع مندفعاً إليهم، المصورين والصحفيين ورجال المال والإعلام؟ ما الذي يمنحهم هذا البريق المعزز بقوة تشعر بها بمجرد أن يطلوا من خلف الستار أو يترجلوا من سياراتهم الفاخرة أو يسيروا بكل ثقة وخفة ولمعان على الأدراج الرخامية والسجاد الأحمر؟ ما هو سر قوة هؤلاء؟

إنه الحضور المعزز بقوة الفن والرياضة وماكينة الدعاية والإعلام.