خلال حفل أقيم في إحدى الدول الشقيقة، أعلنت الممثلة المصرية نبيلة عبيد في أحد اللقاءات أنها على وشك البدء في تمثيل فيلم سينمائي من بطولتها، وأنا هنا لست بصدد انتقاد الممثلة التي تجاوزت الثمانين من عمرها، والتي سببت لها عمليات التجميل الكثيرة أضراراً واضحة تظهر في عدم قدرتها على الحركة الطبيعية والكلام، فكيف ستتحمل عبء بطولة فيلم سينمائي؟ واضح أن نتيجة الفيلم محسومة سلفاً!
الحقيقة أنني استدعيت مثال نبيلة عبيد في مقابل مثال آخر لممثلة اعتبرت قبل 15 عاماً جميلة الجميلات بل وأجمل امرأة على وجه الأرض، إنها عارضة الأزياء والممثلة الإيطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي، التي لعبت ترتيبات القدر دورها الحاسم في تغيير مصيرها، عندما قررت دراسة القانون لتصبح محامية، وبسبب عدم قدرتها على توفير المال للدراسة قررت أن تعمل مؤقتاً كعارضة أزياء، لكن هذا العالم قد التهمها تماماً عندما رأى فيها صناع السينما وجهاً وجسداً أيقونياً لا يمكنهم التفريط فيه لصالح القضايا والمحاكم.
مونيكا التي صنفت رمزاً لجمال الإيطاليين في الأربعين من عمرها، تجاوزت الستين من عمرها اليوم، ولديها فلسفة عميقة فيما يتعلق بعمليات التجميل ومحاولات الإبقاء على جمال ونضارة الصبا الذي ولى، فهي غير مهووسة بفكرة ديمومة الشباب أو بمطاردته في غرف الجراحين، إنها من أصحاب فلسفة التصالح مع الذات والشكل وأحكام العمر، لا تعذب نفسها لأجل الحصول على جسد جميل ولا تركض خلف مشارط المجملين وحقنهم وأدواتهم وأوهامهم.
تعيش الحياة باعتدال، تمارس اليوغا لأنها ضد عنف التمارين العنيفة، كما تأكل المعكرونة الإيطالية والشيكولاتة الشهية، دون أن تشعر بالندم أو تأنيب الضمير.
تقول مونيكا لمن انتقدوا تجاعيدها الظاهرة: «لقد تقدمت في السن دون أن أطلب الإذن من أحد، مما تسبب في عاصفة وضجة بين المقاتلين المتحمسين ضد الشيخوخة.
لقد تجرأت على السير على السجادة الحمراء، بوجهي، بجسدي، بتجاعيدي، وعيني المتعبتين، وكل ما قدمته لي الطبيعة. من دون تردد، ودون إعطاء أدنى أهمية لرأي أتباع الشباب الدائم. كل هذا رائع، ففي نهاية المطاف كان لا بدّ لشخص ما أن يخبر العالم أنه ليس هناك عيب في التقدم في السن».