من المثير للدهشة – بل للغضب أحياناً – أن نرى في رياضتنا الإماراتية، اليوم، من يتجاهل تاريخ رجال الزمن الجميل، أولئك الذين بنوا الأساس بجهدهم وصبرهم، قبل أن تأتي الأجيال اللاحقة لتتزين بالإنجازات الجاهزة.
هؤلاء الرواد لم يكونوا مجرد أسماء في سجلات قديمة؛ هم من صنعوا أول منتخب، وأسسوا أول نادٍ، ودافعوا عن فكرة الرياضة كونها مشروعاً وطنياً، وهوية مجتمع، لكن رغم هذا نجد من يتعامل مع إنجازاتهم بالتجاهل.
الرياضة ليست - فقط - ألقاباً ترفع أمام الكاميرات، ولا مقاعد تشغل في لجان واتحادات، الرياضة روح بدأت هناك، في زمن الطيبين، برجالٍ لم يكن لهم سوى إيمانهم بأن ما يفعلونه سيصنع مستقبلاً للأجيال.
نسيانهم خطيئة، وتهميشهم تقصير لا يغتفر، لأن من لا يحترم بداياته، لن يكتب له الاستمرار طويلاً، فلنُعِدْ الاعتبار لمن يستحق، فهم التاريخ الحقيقي، وليس مجرد صورة على جدار نادٍ قديم.
هناك جيل وضع الأسس قبل الإمكانات والميزانيات، هؤلاء هم رجال الزمن الجميل في رياضتنا الإماراتية، زمن الطيبين الذين حملوا شغفهم في قلوبهم قبل أن تحمله العناوين في الصحف. هم من حوّلوا الملاعب الرملية إلى ساحات للأمل والتحدي، ومن صبرهم وتجاربهم ولدت البطولات والإنجازات، التي نفخر بها اليوم.
في زمننا هذا قد يظن البعض أن التطور جاء وحده، لكن الحقيقة أن هؤلاء الرواد هم من زرعوا الفكرة الأولى، وتهميش أدوارهم أو طمس أسمائهم لا يمحو تاريخاً صاغوه بإخلاص.
رياضتنا لا تكتمل إلا بالوفاء لهم، فهم روحها الحقيقية، والذاكرة التي تلهم كل جيل بأن الرياضة ليست مجرد أرقام وكؤوس، بل هم رجال صدقوا فصنعوا البداية، والله من وراء القصد.