ضحية جديدة ليس مجرد الاستغناء عن مدرب فقط، بل وصل الأمر إلى الاستغناء عن أبناء النادي الذين ترعرعوا بين جدارنه منذ الصغر، والسبب الاحتراف الكروي الذي يطرد فيه اللاعب الذي عاش في النادي منذ نعومة أظافره، وفجأة يصبح شخصاً غير مرغوب فيه، إنه الزمن الذي يسمى بالاحتراف، هكذا هي حالتنا.
وهذه المرة جاء الدور على اللاعب المواطن وضحية جديدة في «دورينا»، والسبب تراجع نتائج الفريق الذي ليس له مكان بين «الهوامير»، والذين لا يقبلون سوى بالفوز والبطولات، ويرى البعض أن سياسة المدرب ومستوى بعض اللاعبين وراء كل هذه الإخفاقات، لكن لا بد أن نعترف بأن التدهور الذي يصيب الفرق يبدأ من اللاعبين والجهاز الفني.
والإدارة دائماً تكون «بريئة»، بل وصل الأمر لنهايته وطفح الكيل، فالمدرب الأجنبي إذا علم أن هناك لاعباً طالب بـ«طرده» والتعاقد مع غيره، في حين أن الإدارة ساكتة تماماً، ولا شغل لها سوى الانصياع لأوامرهم أو التفكير في البقاء على كراسيهم لفترة أطول!
هكذا تعلمنا من التجربة المريرة التي تمر بها أنديتنا للأسف الشديد منذ سنوات، «تشيل» أي مدرب وتستغني عنه في أي لحظة وتتعاقد بالعشرات مع اللاعبين الأجانب ولا حس ولا خبر!
واليوم تستغني عن ابن النادي بحجة الاحتراف «عاوز كده»!
الحكاية ليست جديدة وتتكرر بل ستتكرر مستقبلاً، ومتوقعة لدرجة أن بعض الأندية تضع البدائل قبل قرار الاستغناء، والإقالة قبل التعاقد مع المدربين الجدد، أرقام مالية مخيفة تصرف لهم بقية العقد إضافة إلى الشروط الجزائية، من يتحمل ضياع هذه الموارد؟
ألم يحن الوقت، بعد أكثر من 50 سنة لرياضة معتمدة من الجهات الرسيمة بالدولة، أن تضع حلولاً لمثل هذه الحالات؟ واليوم جاء الاستغناء عن «أولاد النادي»، فلم تعد مؤسساتنا الرياضية التي تحمل شعار النادي الثقافي الرياضي الاجتماعي عنواناً عرفناه من خمسة عقود، واليوم صار الشعار البقاء للأصلح ويا ليت الأصلح .. والله من وراء القصد