يُعد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رمزاً للقائد الرائد الذي لم يقتصر دوره على توحيد دولة الإمارات، بل كان له دورٌ محوريٌ في تشجيع الابتكار وتطوير الاقتصاد الوطني. لقد أدرك الشيخ زايد أهمية الابتكار وسيلة لتحقيق النمو المستدام، ما أسهم في تعزيز القدرة التنافسية لدولة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
اهتم القائد المؤسس الشيخ زايد بتشجيع الابتكار في المنتجات الوطنية، ولا سيما في مجالات الزراعة والصناعة. وحرص على تطوير البحوث التي تحسن الإنتاج وتزيد القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية. وأشار قائلاً: «إن اهتمامنا يجب أن ينصب في المقام الأول على المزارع، ولا بد من تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي وتحقيق التنمية في هذا القطاع الحيوي من قطاعات الاقتصاد الوطني». وتُرجم هذا الالتزام إلى خطوات عملية، مثل تحسين زراعة النباتات التي تتحمل الملوحة، لمواجهة تحديات ندرة المياه العذبة. وقال، طيب الله ثراه، في هذا السياق: «يجب الاهتمام بتطوير البحوث الخاصة بزراعة النباتات التي تتحمل الملوحة نظراً لندرة المياه العذبة والعمل على جلب الفسائل التي تلائم البيئة المحلية في البلاد لتنميتها والإكثار من زراعتها؛ لتعم الفائدة منها ويجني ثمارها الوطن والمواطن».
كان الشيخ زايد مؤمناً بأن الابتكار لا يقتصر على المنتجات، بل يشمل أيضاً تقديم الخدمات الحكومية لتلبية احتياجات المواطنين بفعالية. وعبر عن ذلك بقوله: «إن حكومة دولة الإمارات تبذل كل ما في استطاعتها لخدمة شعبها ورفع مستواه بخطى واسعة، حتى يلحق بركب الحضارة ويساير الأمم التي سبقتنا. إننا ننظر إلى المال وسيلة لخير مواطنينا، وهذا يفسر ما رأيتموه من تقدم ومشروعات متعددة في المجالات كافة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية». كان هذا الالتزام واضحاً في مشروعات الحكومة كافة، التي ركزت على استخدام التكنولوجيا الحديثة والابتكار لتحسين مستوى الخدمات.
وأضاف القائد المؤسس الشيخ زايد إن الابتكار وسيلة لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، وحرص على أن يكون جزءاً من خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة. وأكد أهمية التعاون الدولي في هذا السياق قائلاً: «إن أي تعاون بين أمم العالم أمر واجب؛ لأننا بشر وكل تعاون يخدم السلام والتعاون معناه استثمار موارد كبيرة كانت ستكون معدومة بالنسبة للعالم؛ وعلى سبيل المثال فإن التعاون بين أوروبا والدول الإفريقية يمكن أن يؤدي إلى زيادة موارد هذه الدول وتحقيق النفع للعالم بأسره، في حين أن الإبقاء على هذه الدول فقيرة ومن دون رؤوس أموال كافية معناه أن تظل موارد هذه الدول معطلة، وثرواتها ليست في أيدي المجتمع، وهذا يضر بالعالم كله؛ ولهذا فمن المصلحة أن تتضافر جهودنا للتعاون في المجال الدولي لخدمة العالم كله، لمصلحة المجتمع وخدمة السلام».
في إطار رؤيته لتعزيز الابتكار، شدد القائد المؤسس على أهمية التواصل بين الأجيال لتطوير المهارات والابتكار. ففي قوله: «إن اللقاءات بين الأشقاء تقوم على التبادل والتواصل بين خبرات الكبير والصغير... ولا يتعلم فقط من أمه وأبيه، بل إنه يتعلم أيضاً من الاحتكاك بإخوانه وأشقائه ويصقل علمه ويزيد من خبرته»، يتجلى فهمه لدور التفاعل الاجتماعي في نقل المعرفة وتطوير القدرات. هذه الرؤية تشجع على تبادل الخبرات بين مختلف الفئات، ما يعزز من مستوى الابتكار والإبداع في المجتمع، ويسهم في تطوير منتجات وخدمات تبرز تجربة جماعية متكاملة.
كان القائد المؤسس الشيخ زايد رائداً في تعزيز الابتكار في مختلف المجالات، سواء كان ذلك في تقديم الخدمات الحكومية أو في تطوير المنتجات الوطنية. وقد أثمرت جهوده جعل دولة الإمارات نموذجاً يحتذى به في الابتكار والتنمية المستدامة، ما أسهم في تعزيز مكانة الدولة في الساحة العالمية. اليوم، ونحن نواصل مسيرة البناء والتطور، يبقى إرث الشيخ زايد دافعاً لنا لمواصلة الابتكار والعمل لتحقيق المزيد من الإنجازات.