دور المكتبات والمواهب

لا يختلف اثنان على أهمية غرس حب القراءة في نفوس الطلاب وتربيتهم على حبها حتى تصبح عادة لهم يمارسونها ويستمتعون بها، حيث أثبتت البحوث العلمية أن هناك ترابطاً مرتفعاً بين القدرة على القراءة والتقدم الدراسي.

تمثل صناعة الموهبة وصقلها وتعزيزها إحدى الضروريات في الحياة، وللمؤسسات التعليمية والثقافية دور مهم في اكتشاف مواهب الطلاب وتنميتها في مختلف المراحل العمرية.

فالموهبة هي إحدى المفردات التربوية والتعليمية التي ارتبطت بالطلاب ذوي القدرات الخاصة، وهم طلاب يختلفون بطبيعة الحال عن أقرانهم ويتميزون بالعديد من الإمكانات والقدرات التي تؤهلهم للارتقاء بمستوياتهم والتميز في جميع الجوانب التعليمية والثقافية.

والطلاب الموهوبون لديهم استعداد فطري وقدرات غير عادية أو أداء متميز عن بقية أقرانهم في مجال أو أكثر من مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري أو الإبداعي وغيرها من المهارات العقلية أو الشخصية والقدرات الخاصة ويحتاجون إلى رعاية تعليمية خاصة لا تتوافر لهم بشكل متكامل في البرامج العادية.

ونظراً لذلك يحتاج الطلاب الصغار والكبار من الموهوبين إلى برامج خاصة مختلفة عن تلك التي تقدم في البيئة المدرسية لدعم موهبتهم وصقل مهاراتهم وتنميتها، وهنا يكمن دور المكتبة كجزء أساسي في دعم العملية التعليمية للموهوبين.

وتعتبر المكتبة هي الداعم الأول الذي يلجأ إليه المعلمون لدعم العملية التعليمية للطلاب الموهوبين، وهي المكان الذي يلجأ إليه الموهوب ليعثر على مزيد من المعلومات والمصادر حول اهتماماته وليجد من يشاركه اهتماماته في بيئة محفزة وداعمة.

إن الطلاب الموهوبين والمتفوقين يحتاجون إلى البرامج التعليمية والتربوية العامة شأنهم في ذلك شأن أقرانهم، بينما تسعى البرامج الموجهة للطلاب الموهوبين والمتفوقين إلى تنمية مواهبهم وقدراتهم الخاصة والعمل على صقلها وتعزيزها.

لذلك تلعب المكتبات دوراً حيوياً في تعزيز معرفة القراءة والكتابة وحب القراءة، فهي تقدم برامج وموارد للصغار والكبار والأسر لتحسين مهارات معرفة القراءة والكتابة وتشجيع التعلم مدى الحياة.

كما تلعب المكتبات دوراً كبيراً في تنمية روح الشخص نحو القراءة، حيث يغري منظر الكتب المصفوفة على الرفوف الشخص للاطلاع عليها، وتسهم المكتبات في حفظ التاريخ البشري، وفي تسجيل الاكتشافات التي يكتشفها العلماء على مر العصور.

والحقيقة أن المكتبة المدرسية والجامعية تستطيع أن تسهم إسهاماً جدياً ومثمراً في خدمة المناهج الدراسية وتدعيمها، وفي إكساب الطلاب خبرات متعددة تتصل بالاستخدام الواعي والمفيد لجميع أوعية المعلومات لاستخراج الحقائق والأفكار منها والحصول على المعلومات.