حينما يتسع الفارق

ربما يتذكر المتابعون لأحداث الجولة الـ15 من دوري أدنوك للمحترفين، تلك اللحظات الفارقة في عمر المنافسة في لقب الدوري، ففيها اتسع الفارق بين فريق شباب الأهلي وفريق الشارقة منافسه إلى أربع نقاط، وهو الأمر الذي يحدث أول مرة هذا الموسم، فقد كان الفارق بينهما طوال الجولات الماضية لا يزيد على نقطة أو نقطتين لمصلحة الشارقة، ثم انتزع شباب الأهلي الصدارة بمباراة مؤجلة بفارق نقطة واحدة، وظننا أن الأمور ستسير في هذا الاتجاه نظراً لقوة الفريقين وشدة التنافس بينهما، وإذا بالمفاجأة تحدث مبكراً، وكان فريق كلباء هو صاحبها، حينما تمكن من الفوز بهدفين مقابل هدف وعرقل فريق الشارقة، ليترقب الجميع مباراة شباب الأهلي أمام عجمان الذي فاز في مبارياته الثلاث الأخيرة، هل يفعلها هو الآخر مثلما فعلها كلباء أمام منافسه، أم يتقبل شباب الأهلي هدية فريق كلباء الثمينة ويمضي في طريقه، ويوسع الفارق إلى النقطة الرابعة؟ نعم فعلها شباب الأهلي، وما هي إلا دقائق معدودة في الشوط الأول حسم بها أمره بثلاثة أهداف دفعة واحدة، أثبت بها أنه لا ينظر خلفه ولا يبالي، وأنه قد عقد العزم على الانطلاق بعيداً، تقبل الهدية التي كانت مشروطة بفوزه الذي حققه مع سبق الإصرار والترصد، وغرد وحده بالصدارة بعيداً عن المزاحمة الشرقاوية اللصيقة! إنها لحظات لا تنسى، وجولة فارقة من تلك النوع التي يتذكرها الأبطال دائماً حينما يتحقق اللقب.

آخر الكلام

حينما يتسع الفارق تتسع الأحلام، يقترب اللقب، ولكن المنافسة تظل مشتعلة، والآمال تظل تراود النفوس، الكرة ما زالت في الملعب والجولات ما زالت كثيرة وفريق الشارقة لا يزال قوياً على الرغم من الكبوة المفاجئة، كما أن شباب الأهلي الذي يحارب بنجاح على كل الجبهات يعرف ذلك جيداً، يزداد إصراراً وعزيمة من جانب لاعبيه، وتقديراً سليماً للمواقف المتغيرة من مدربه.