هذا هو القسم الثالث من ابتهال «لك الحمد» وبه تكتمل هذه القراءة لهذا المقام الجليل الذي يُعَبِّرُ عن اعتراف العبد بجلائل النِّعم الإلهية: الدينية منها والدنيوية، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ما زال يطوف بنا في عالم الملكوت الأعلى حيث يتشرّف العبد بالوقوف أمام باب مولاه، مستغفراً منيباً، باسطاً أكُفَّ الضراعة، ومُقدِّماً أملَ الرجاء بالصفح والغفران، مستحضراً نعمة التفضل الإلهي على الإنسان حين خاطبه في الحديث القدسي قائلاً: (يا ابن آدم، إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغتْ ذنوبك عنان السماء ثمّ استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم، إنّك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثمّ لقيتني لا تُشركُ بي شيئاً، لأتيتُك بقرابها مغفرة)، وهو حديثٌ جليلٌ يطيرُ له قلبُ العبد فرحاً وأملاً ورغبة صادقة في الاستغفار ولا يعني بأيّ حالٍ من الأحوال إهمال جانب العبودية والتوبة، وبدافعٍ من هذا الإحساس بالأمل يقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أمام هذا الباب المفتوح طالباً من الله تعالى أن يجيره من أهوال ذلك اليوم العظيم حين يبلغ الجهد بالناس كلّ مبلغ، ويرشح منهم العَرَق حتى يبلغ منهم ما تشيب له الولدان، وليس للعبد من عملٍ يتّكِلُ عليه سوى خالص التوحيد الذي هو قاعدة الدين، وعليه يدور أمر النجاة، فإنّ الجنة لا يدخلها أحدٌ بعمله كما جاء في الحديث الشريف: (إلا أن يتغمّدني الله برحمته)، فلا كفاية للعبد في ذلك اليوم إلا نور الإيمان وحقيقة الحمد التي ينال بها رحمة أرحم الراحمين، الذي يكفي كلّ من توكّل عليه من قلبٍ صادقٍ وعملٍ صالح، وحين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلّم شدائد يوم القيامة وسأله الصحابة عن المخرج قال لهم: (قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل)، فهي الكافية في ذلك اليوم الذي تنقطع فيه الأنساب، ويصير الناس إلى فريقين: فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير.