السجود هو علامة الإيمان الكبرى، ونقطة ومظهر التكريم الإلهي للإنسان، وحين أراد الله تعالى بيان امتياز النوع الإنساني أمر ملائكته الكرام بالسجود لآدم عليه السلام على وجه التحية والإكرام، وحين رفض الشيطان هذا الأمر الإلهي استحقّ غضب المولى، وطُرد من الجنّة مذموماً مدحوراً، ومنذ تلك اللحظة أصبح السُّجود عظيم المنزلة بين مظاهر العبادات، واستحقاقاً خالصاً للربّ العظيم لا يُشاركه فيه أحدٌ من الكائنات، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يُقرِّرُ هذا المعنى أبدعَ تقرير بقوله إنّ السجود هو الاستحقاق الدائم لله تعالى على جميع الكائنات من الملائكة والإنس والجن، وأنّ التخلف عن أداء هذا المظهر العظيم من مظاهر الخضوع لله تعالى هو سبب الطرد والغضب والهوان، {ومن يُهن الله فما له من مُكرم} وكيف لا يكون ذلك استحقاقاً لمولانا العظيم وقد برز من عين كرمه كلّ هذا الوجود الذي يسبّح بحمد ربّه بكلّ صامتٍ وناطق، ليُقسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بعد ذلك بحقّ مولاه على أنّه هو وحده لا شريك له من يغفر الخطايا ويصفح عن الزلّات ويُقيلُ العثرات، فإنّ عفو المولى الذي لا حدّ له، قد استغرق كلّ ما قد يقع فيه الإنسان من مظاهر الزلل والخطأ والتقصير، وفي هذه اللحظة التي يُعاين فيها العبد كلّ هذا الكرم الإلهي ينطلقُ لسانُه بالشهادة العُظمى لمولاه بأنّه الواحدُ الأحدُ الفردُ الصَّمدُ، المنزّه عن كلّ ما يخطر في بال المخلوقين، وكذا الملائكة يشهدون هذه الشهادة العظيمة التي ذكرها الله سبحانه في كتابه في معرض التكريم للعلماء فقال: {شهد الله أنّه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط}، ليرتفع بعد ذلك صوت الإنسان لاهجاً بالثناء على الله من باب الإقرار بالمقدرة والجلال لله تعالى، راجياً منه نظرة من عين الرحمة والجود تُطوى بها كلّ صحائف التقصير والخطايا الّتي يقع فيها العبد، والّذي يذرُفُ دموع النّدم خوفاً من السقوط من عين الله.
