هذا هو القسم الثاني والأخير من ابتهال «وحقّك» لصاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي يجمع في شعره بين أصالة المعنى وفخامة المبنى، وجلال المحتوى الذي يجعل القلب يتوجّه بالثناء على الله تعالى، متقرّباً إليه بالتذلّل بين يديه، واسترحامه، وطلب المغفرة من لدنه، لا سيّما في هذا الشهر الفضيل، الذي تفيض فيه الخيرات والبركات، حيث افتتح صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، هذا الجزء من الابتهال بالثناء على الله الجواد الكريم، الذي يعطي السائلين حتى لو كثرت وفودهم، وحتى لو قام إنسهم وجنّهم في صعيد واحد، وسأل كلُّ واحدٍ مسألته فأعطاه الله إيّاه، ما نقص ذلك من ملكه شيئاً، إلا كما ينقص المَخيط إذا أدخل البحر، ليشفع هذا الطلب بالاعتراف بوحدانية الله تعالى وحده لا شريك له، إليه المرجع والمنتهى في كلّ حالٍ وحين، ولا سيّما إذا عصفت العواصف، وادلهمّت الخطوب وأقبلت بدواهيها، ودليلُ العبد في طريقه إلى مولاه، هو كتابه العظيم، هذا القرآن الذي أنزله تعالى هادياً للنّاس ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم للّتي هي أقوم، فهو القدوة، وهو الدليل للعبد حين يشتد به الظمأ الروحي، فيُسرع إلى هذا الوِرْدِ الذي يُطفئُ لهيب الروح وشوقها إلى السكينة والغفران، ليختم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد هذا الابتهال الجليل بتمجيد مالك الملك، الذي له الملكوت كلّه، ولا يعتريه زوالٌ ولا نقصٌ ولا خلل {فارجع البصر هل ترى من فطور}، فكان الخلود هو صفة هذا المَلِك العظيم، الّذي أبدعه، هذا الإله العظيم الذي تفرّد بذاته وصفاه وأفعاله، فلم يكن له شبيهٌ من خلقه، وكانت السعادة هي نصيبُ كلّ من وافى باب مولاه، لأنّ ربّ الخير لا يأتي إلا بالخير، ليظلّ العبدُ ممدودَ اليد إلى مولاه، ولسانه يلهج بالثناء عليه، وحاله يقول {ربّ إنّي لِما أنزلت إليّ من خيرٍ فقير}، فتطيبُ الحياة بمعرفة هذا الإله العظيم، ويطمئنُّ القلب بدوام ذكر المولى، واللجوء إلى كهف طاعته وعبادته على ما يُحِبُّ ويرضى من عباده سبحانه.

07
07