هذا هو القسم الرّابع والأخير من قصيدة «سجدت باسمك إلهي عالي الشان» والّتي هي من القصائد المتميّزة في سياق التجربة الروحيّة والشعريّة لصاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حيث ما زال يقصّ علينا تلك الرؤى الجميلة التي لاحت له أثناء طوافه حول الكعبة في بيت الله الحرام، وانتهينا في المقطع السابق عند شُربه من ماء زمزم، وأنّ ذلك الحوار مع الطَّيف الذي رآه لم ينقطع، وها هو يواصل الحديث معه حيث يتمنّى من صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد أن يلتقي به في القدس، في رحاب تلك المدينة المقدّسة.
وينتبه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد في قصيدته بهذه اللحظة إلى صوت القلب الخفيّ الذي يدعوه إلى الحقّ تعالى كي يتشرّف بالسجود على باب عزّه وجلاله، حيث بادر إلى الامتثال، وشرّف وجهه بالسجود للكبير المتعالي، وقد امتلأ قلبه بالرجاء من أجل أن يفوز بالعفو والمغفرة في ذلك المقام العظيم في بلد الله الحرام، وحين استغرق سموه في لذّة السجود لم ينسَ اثنين؛ هما من أعزّ الناس على قلبه فدعا لهما، وترحّم على أرواحهما، أما أوّلهما فهو المغفور له طيّب الذكرى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، والد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد ومعلّمه الأكبر الذي نهل من مدرسته أعمق دروس الحياة، واستفاد بكريم صحبته أشرف مناقب الفرسان، وغادر هذه الدنيا وهو يوصي صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد بالحفاظ على دينه، وأن يظلّ وفيّاً للمبادئ التي تعلّمها في مدرسة أبيه، وأما الآخر فهو طيّب الذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيب الله ثراه، الذي يذكره صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد بكل خير، ولا يكاد ينسى ذكره في ليلٍ أو نهار بسبب ما تلقّى منه من أخلاقٍ كريمة وشمائلَ شريفة كانت له خيرَ عونٍ في رحلته الكبيرة في بناء الحياة والإنسان.
