سارة الجنيبي: رمضان لم يحُلْ دون تألقي في بطولة العالم

يعد شهر رمضان فترة مميزة للرياضيين، حيث يجمع بين الروحانية والالتزام الرياضي، وهو ما تعيشه سارة الجنيبي، البطلة الإماراتية من أصحاب الهمم في دفع الجلة ورمي القرص، والتي استطاعت أن تحقق التوازن بين التدريبات المكثفة، والعمل، والحياة العائلية في هذا الشهر الكريم، مؤكدة أن الإرادة القوية والتخطيط السليم هما مفتاحا النجاح في الرياضة والحياة.

وبالنسبة لسارة، فإن شهر رمضان لا يمثل استراحة من التدريبات، بل هو فرصة لتحسين مهاراتها الرياضية والاستعداد للمنافسات، حيث يتضمن جدولها اليومي حصة تدريبية واحدة بعد صلاة العشاء، ما يساعدها على الحفاظ على لياقتها وأدائها الرياضي، رغم تحديات الصيام ومتطلبات الحياة اليومية.

تتذكر سارة الجنيبي مشاركتها في بطولة العالم لألعاب القوى عام 2012، التي أقيمت في مدينة أولموس التشيكية وانطلقت فعالياتها في 17 يوليو، حيث كانت البطولة إحدى المحطات المهمة في مسيرتها الرياضية، وامتازت بمنافسة قوية بين أبرز لاعبي ألعاب القوى لأصحاب الهمم من مختلف دول العالم، فكانت التجربة بمثابة اختبار حقيقي لقدرتها على التحمل والتكيف مع الظروف الصعبة، إذ تزامنت البطولة مع شهر رمضان، ما تطلب منها تحقيق التوازن بين الصيام والمنافسة الرياضية على أعلى المستويات، ورغم اضطرارها إلى الإفطار في بعض الأيام بسبب طبيعة المنافسات، إلا أنها تمكنت في أيام أخرى من الصيام، مؤكدة أن الانضباط والإرادة القوية هما مفتاح النجاح في هذه الظروف، ورغم التحديات التي واجهتها سارة، سواء من ناحية الظروف المناخية أو متطلبات البطولة، إلا أنها تعد تلك التجربة إحدى المحطات الأهم في مشوارها الرياضي، حيث ساعدتها على تطوير قدراتها وتعزيز ثقتها بنفسها في المشاركات الدولية اللاحقة.

يبدأ يوم سارة في رمضان بجدول مزدحم، حيث تعمل من الساعة الـ 9 صباحاً وحتى الـ 2.30 بعد الظهر، وبعد ذلك تأخذ قسطاً من الراحة قبل الإفطار، وتحرص على تناول وجبات صحية متوازنة تلبي احتياجاتها الغذائية، مع الالتزام بنظام غذائي مدروس يساعدها على الحفاظ على طاقتها في التدريبات، وبعد الإفطار، تقضي وقتاً مع العائلة، ثم تتجه إلى التدريب في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءً، وبعدها تستعد للسحور الذي يكون في منتصف الليل، قبل أن تنام عند الساعة الـ 1.30 صباحاً استعداداً ليوم جديد.

تؤمن سارة الجنيبي بأن رمضان ليس مجرد شهر للصيام والعبادة، بل هو اختبار للإرادة والقدرة على تحقيق التوازن بين الرياضة والالتزامات الشخصية، وبالنسبة لها، فإن إدارة الوقت والتخطيط السليم هما الأساس للحفاظ على الاستمرار وتحقيق النجاحات، سواء في البطولات أو في الحياة اليومية.