ضغوط المنافسة تترك آثارها على غوارديولا

 في عالم تتداخل فيه ضغوط المنافسة مع توقعات الجماهير العالية، تواجه الشخصيات القيادية في كرة القدم تحديات صحية، لا تقل أهمية عن معارك الملاعب. وكشف تقرير لصحيفة «تليغراف» البريطانية عن الآثار الجسدية والنفسية، التي تخلفها الضغوط المستمرة، على الإسباني بيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد نتائج رياضية.

ويأخذنا تقرير «تليغراف» إلى أعماق واقع يشير إلى أن الضغوط ليست مجرد تحديات مؤقتة، بل عوامل تؤثر على صحة الإنسان بشكل يستدعي منا إعادة التفكير في كيفية التعامل مع التوتر ومواجهته بأسلوب يحافظ على سلامة الجسد والعقل معاً.

وظهرت على غوارديولا علامات غير معتادة على وجهه ورأسه عقب مباراة فينورد، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، وذكرت «تليغراف» أن هذه العلامات ليست نتيجة إصابة مباشرة، بل هي انعكاس لمشكلة جلدية مزمنة، تستدعي تناول المدرب لمضادات الهيستامين منذ ما يقارب العامين أو الثلاثة. كما أشار التقرير إلى أن بيب يعاني من صعوبات في هضم الطعام، لدرجة أنه في بعض الأحيان يكتفي بتناول الحساء فقط، ويشير الوصف الطبي للحالة إلى أن التوتر والضغوط النفسية الناتجة عن المسؤوليات الكبيرة قد تظهر في صورة أعراض جسدية ملموسة، تؤثر على جهاز المناعة ووظائف الجسم.

تحديات

ويواجه مانشستر سيتي هذا الموسم تحديات كبيرة تحت قيادة غوارديولا، ففي 25 مباراة بالدوري الإنجليزي حقق الفريق 13 فوزاً، وتعادل في 5 مباريات، وتكبد 7 هزائم، ليجمع بذلك 44 نقطة فقط في البريميرليغ، يحتل بها الفريق المركز الرابع، ويعكس الأداء المتذبذب للفريق مدى الضغط، الذي يتعرض له المدرب باعتباره العنصر الأساسي في رسم ملامح الأداء العام.

خيبة أمل

لم تقتصر التحديات على المستوى المحلي فقط؛ فقد شهد غوارديولا فشلاً غير مسبوق في المسيرة الأوروبية، حيث لم يتمكن، لأول مرة خلال 16 عاماً في مسيرته، من الوصول إلى دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا، فقد ودع مانشستر سيتي البطولة من الملحق المؤهل، بعد هزيمة بنتيجة 3 ـ 6 في مجموع المباراتين أمام ريال مدريد، ولم تكن هذه النتيجة مجرد إخفاق رياضي، بل أضافت بُعداً آخر لضغوط المدرب، إذ إن الخروج المبكر من المنافسة الأوروبية ينعكس سلباً على الروح المعنوية للفريق، وعلى سمعته الشخصية.

جرس إنذار

وتعد حالة بيب غوارديولا بمثابة جرس إنذار لعالم الرياضة بأسره؛ فهي تُظهر أن النجاح لا يُقاس فقط بالألقاب والنتائج، بل يعتمد أيضاً على قدرة الأفراد على مواجهة التحديات النفسية والجسدية المرافقة لمسيرة العمل الحافلة بالضغوط، وتوفير بيئة عمل داعمة ومتكاملة قد يكون المفتاح لاستعادة التوازن بين الأداء الرياضي والصحة الشخصية، مما يعود بالنفع على الفريق بأكمله، وعلى مسيرة المدرب بشكل خاص.