خطا النصر خطوة كبيرة نحو تحقيق الاستقرار الفني مع مدربه الحالي الهولندي ألفريد شرودر، وهذه المرة الأولى منذ 10 مواسم متتالية يصل العميد إلى الجولة 15 من دوري المحترفين دون أن يقيل مدربه، كان آخر موسم أنهاه النصر دون تغيير جهازه الفني في 2015 - 2016 مع الصربي ايفان يوفانوفيتش.
هذا الموسم، استعاد النصر استقراره الفني الغائب منذ سنوات بفضل شرودر الذي يواصل عمله الناجح على رأس الفريق منذ الموسم الماضي، وفرض نفسه كأحد أفضل المدربين في دورينا، ورغم الخروج المبكر من مسابقة كأس رئيس الدولة على يد الشارقة في الدور الـ16 وفي مسابقة كأس مصرف أبوظبي الإسلامي على يد شباب الأهلي في ربع النهائي، إلا أن النصر يسير بثبات في مسابقة دوري أدنوك للمحترفين وهو يحتل المركز الثالث حالياً وضمن تأهله إلى نصف نهائي دوري أبطال الخليج في المركز الأول لمجموعته.
وأكد عبدالرحمن محمد لاعب النصر السابق والمحلل الفني أن الاستقرار الفني مهم لأي فريق، وأنه أحد العوامل الرئيسية التي أسهمت في تقدم العميد إلى المركز الثالث، مشيراً إلى أن الاستقرار على مستوى اللاعبين والجهاز الفني والإدارة سرعان ما يتحول إلى نقطة قوة داخل الفريق لأن كل طرف يكمل الآخر، وهو ما يحصل حالياً في النصر.
وأشاد عبدالرحمن محمد بدور الإدارة في الوصول إلى هذا الاستقرار الفني الذي افتقده الفريق منذ عدة مواسم، موضحاً أن الفريق مر بالعديد من المطبات خلال الموسم الحالي لكن الإدارة وقفت إلى جانب المدرب ودعمته وأن الفريق يجني حالياً ثمار هذا الاستقرار.
وصرح عبدالرحمن محمد أن النصر قدم مستويات جيدة حتى الآن ترجمها بالفوز بكأس السوبر الإماراتي القطري والـتأهل إلى المربع الذهبي في دوري أبطال الخليج، وهو يحتل مركزاً متقدماً في دوري المحترفين وكان بإمكانه أن يكون في موقف أفضل وأقرب إلى القمة لو تمكن من حصد 6 أو 9 نقاط فقط من منافسيه على المراكز الأولى مثل شباب الأهلي والشارقة والجزيرة والوصل والعين.
وأكد لاعب النصر السابق أن العميد يمكنه الذهاب بعيداً في الدوري بشرط تصحيح منظومته الدفاعية من الناحية الفردية والجماعية، مشيراً إلى أنه ليس مقبولاً أن لا يخرج الفريق بشباك نظيفة طيلة 13 مباراة متتالية، وقال: يتوجب على المدرب أن يعمل على تحسين دفاع الفريق خلال الدور الثاني لأنه دون دفاع جيد لا يمكن أن تنافس.
وشدد عبدالرحمن محمد على ضرورة أن يستثمر النصر استقراره الفني للمضي قدماً لتعزيز موقعه ضمن ثلاثي المقدمة في الدوري وتحقيق لقب البطولة الخليجية.
وعانى النصر كثيراً من كثرة التغييرات الفنية طيلة 10 مواسم متتالية، وبات من النادر أن ينهي الدور الأول دون تغيير مدرب قبل أن يجد الاستقرار مع شرودر، ففي موسم 2016 - 2017 تمت إقالة يوفانوفيتش بعد 5 جولات فقط تكبد فيها الفريق 4 هزائم مقابل فوز وحيد، وتعويضه بالروماني دان بيتريسكو الذي قاد الفريق حتى نهاية الموسم.
وفي موسم 2017 - 2018 تمت إقالة المدرب الإيطالي تشيزاري برانديلي من منصبه بعد 12 جولة حقق فيها الفريق 5 انتصارات وتعادلين وخسر في 5 مباريات، كان النصر يحتل المركز الرابع في جدول الترتيب، وبعد إقالة برانديلي عاد الصربي يوفانوفيتش لقيادة الفريق حتى نهاية الموسم.
في موسم 2018 - 2019، استمر يوفانوفيتش على رأس الجهاز الفني، ولكن تمت إقالته قبل انتهاء الدور الأول بسبب سوء النتائج والبداية المتعثرة واتخذ قرار تغيير المدرب بعد الجولة 11 التي خسر فيها العميد من شباب الأهلي، وتم تعيين البرازيلي كايو زاناردي مدرباً مؤقتاً لمدة شهر ثم جاء الإسباني بينات سان خوسيه الذي قاد الفريق لمدة 3 أشهر فقط ثم عاد زاناردي مرة أخرى حتى نهاية الموسم.
في موسم 2019 - 2020، اختارت إدارة النصر الاستمرار مع المدرب كايو زاناردي، لكنه لم يصمد كثيراً وتعرض لأسرع إقالة في تاريخ العميد في المحترفين، إذ تم تغييره بعد الجولة الثانية وخلفه الكرواتي كرونوسلاف يورتشيتش.
واصل يورتشيتش مهامه في موسم 2021 - 2021، وقاد الفريق لتحقيق سلسلة من الانتصارات في الجولات الأولى، لكن النتائج تراجعت فيما بعد، ما دفع إدارة الفريق لإقالته عقب الجولة 14 التي تلقى فيها الفريق خسارة ثقيلة من الجزيرة بثلاثية نظيفة، والتي تزامنت مع تراجع النصر إلى المركز الخامس.
وفي موسم 2021 - 2022 نجح الأرجنتيني رامون دياز في تجنب الإقالة خلال الدور الأول، لكنه لم يفلت من مقصلتها مع بداية الدور الثاني وتحديداً بنهاية الجولة 14 وتعويضه بالمدرب سالم ربيع.
وفي موسم 2022 - 2023 أقيل الألماني ثورستن فينك من منصبه بنهاية الجولة التاسعة بعد الخسارة من الجزيرة بهدفين دون رد، وتكرر السيناريو نفسه في الموسم التالي (2023 - 2024) مع المدرب الصربي غوران توفيغدزيتش الذي أقيل أيضاً من منصبه بعد 7 جولات وخلفه المدرب الحالي ألفريد شرودر الذي ارتقى بالفريق من المركز 12 إلى 6، وقاده إلى نهائي كأس رئيس الدولة في الموسم الماضي.